من هيأ له الاستعدادات المختلفة المتمثلة في التوبة الصادقة النصوح من كل ذنب وخطأ وزلل والعزم على الرجوع إلى الله تعالى والإنابة إليه ، وتصفية الصدر مما قر فيه من شحناء وبغضاء وأحقاد ، وطلب المسامحة ممن ظلم والعفو والضفح عمن ظلمه أو حرمه او اعتدى عليه ، وبذل كل جهد ممكن لاستغلال أيامه ولياليه في طاعة الله تعالى والائتمار بأمره والوقوف عند نواهيه ، من قراءة للقرآن الكريم وحفظه وتدبر معانيه وتطبيق أحكامه وحدوده ، والمحافظة على أداء الصلوات المفروضة كما شرعه الله تعالى ، والإكثار من التنفل لا سيما أداء صلاة التروايح مع الجماعة وقيام بعض دقائق الليل وساعاته إيماناً واحتساباً ورجاء الفوز بمغفرة الله تعالى ورحمته وجنته التي عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ، والدوهناك من عقد العزم على استغلال هذا الشهر المبارك لتهذيب سلوكه وترقية أخلاقه والتخلص من العادات السيئة كالتهاون في أداء الصلاة مع الجماعة ، بالنسبة للرجال ، وأدائها بخشوع وخضوع وانتباه ، بالنسبة للجميع ، وترك التدخين والمخدرات والمسكرات ، وترك الغيبة والنميمة ، ونبذ إفشاء الأسرار ، والتخلي عن نقل الإشاعات ، والأكاذيب ، والأقاويل الباطلة ، التي لا تعبئ الأنفس إلا بالشحناء والبغضاء والكره ، ونبذ عدم الإخلاص فيما يأتيه من أعمال وأقوال .
هناك من عزم على إلزام نفسه ببرامج عملية يصحح من خلالها علاقاته بالله تعالى وبوالديه وبأفراد أسرته وبأصدقائه وأقاربه وزملائه ومن يعمل معهم ، فيكون إنساناً متوازناً ، لا يهتم بامور ويترك أخرى ، بل يعطي كل ذي حق وكل أمر حقه من الاهتمام والعناية والرعاية عاء بما يصلح الأحوال في الدنيا والآخرة إن بيننا من سيوظف جزء من أوقات فراغه في التفقه في دينه حتى يعبد الله تعالى على علم وبصيرة ونور من الله تعالى ، وجزء آخر في قراءة ما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه ، وهناك من سيستغل الدقائق والثواني والساعات في التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد والاستغفار وطلب العون والتوفيق من الله جل وعلا ، وفي أداء واجباته العملية في بيته ومكتبه وبين إخوانه ، في قضاء حاجات المحتاجين ، ومعاونة من تقصر إمكاناتهم عن بلوغ ما يبتغون من خير وأمور مشروعة .
هناك من سيستمع إلى إذاعات وأشرطة تذيع آي من الذكر الحكيم ، وشئ من السيرة العطرة للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن العلم النافع بكل ألوانه وأشكاله ، ما كان له صلة بالنواحي الدينية أو الاجتماعية أو الفكرية أو الثقافية ، أو السياسية ، أو الاقتصادية ، أو البيئية ، أو التقنية ، أو غير ذلك مما يحرض على تزكية النفس وترقية الخلق وإنارة الفكر وعمارة الأوطان وإعلاء شأن الأمة والدين
ربى اجعلنى من اهله الجنه يارب