البر لكل راغب ..شهر بلوغه لمن وفق الى ذلك يعد نعمة كبيرة لا تنافسها النعم ومنحة من الله جزيلة نحتاج الى شكره عليها حق الشكر بالرجوع الى ديننا وبالابتعاد عن مغبات الغفلة ومهاوي الردى ..
بعدا من الشر ورجاء فضل الله يتخلى الانسان في هذا الشهر الكريم عن كثير من الخلال والصفات والعادات البغيضة الى الله والناس ونفسه ..
المدخن يقلع عن شرب الدخان ساعات طوال ، وبعض من درجوا على الاستمتاع بسماع الأغاني ومشاهدة المسلسلات والافلام يقلعون عن هذا السلوك كليا او جزئيا احتراما للشهرالفضيل وتجنبا لما يمكن ان يخدش صيامهم ..
والنمام والمغتاب وقائل الزور والكذاب ، كثير من أولئك يوفقون الى تجنب أفعالهم الشائنة هذه في رمضان مقارنة بباقي أيام السنة الأخرى تعظيما لرمضان ، كل منهم يرعوي ويثوب الى رشده ويثوب اليه رشده أو بعضه خوفا من ضياع الأجر وفوات الثواب ..
والتارك للصلاة بالكلية او لآدائها مع الجماعة طيلة أيام السنة تجده يسابق على الانتظام في الصفوف الأولى في هذا الشهر الكريم احتسابا للأجر وتعرضا لنفحات الرب وكرمه تبارك وعز في علاه ، والمفرط في أداء الوتر طيلة أبام السنة لا يعجزه البقاء خلف الامام حتى ينصرف من أداء صلاة التراويح ، ويبذل كل جهد ممكن للصلاة مع امام مرتل مجود للقرآن حسن الصوت ..
وهكذا ، وهكذا ، تزكو الأنفس ، وترق القلوب ، وتتهذب السلوكيات ، ويدرك الانسان أنه قادر على تحدي نقاط ضعف نفسه وتجاوز سقطاته فقط ان هو تمسك بأهداب الدين .
أفلا نعقد العزم على أن نكون في غير شهر رمضان كما نحن في رمضان ؟